وجه مؤخرًا انتقادًا للجيل الثالث للويب (ويب٣) يزعم أنه يفتقد اللا مركزية كما يروج له لأنه يتضمن خدمات مركزية على شاكلة أسواق صكوك المقتنيات غير القابلة للاستبدال NFT مثل أوبن سي OpenSea، وخدمات إتاحة البيانات مثل Alchemy.
A recent criticism of web3 is that it isn’t actually decentralized, because there are centralized services in the mix, such as NFT marketplaces like OpenSea, and data availability services like Alchemy. 🧵
— cdixon.eth (@cdixon) January 23, 2022
ويستند هذا الانتقاد إلى فهم خاطئ لمعنى اللامركزية في شبكة الويب. سأحاول أن أشرح لك:
سيتضمن الويب ٣ خدمات مركزية مثل سلفه الويب ١. ولكن السؤال هنا هو: هل ستتراكم تأثيرات الشبكة في الحيل الثالث للويب كسلع خاصة (كما حدث في الويب ٢) أم سلع عامة (كما حدث في ويب ١).
تأثيرات الشبكة هي ما تربط بي لمستخدم والمطور. إذا حاولت مغادرة تويتر، فسأفقد المتابعين الذين قمت بجمعهم على مر السنين. هذا لأن تأثيرات الشبكة في الجيل الثاني للويب ويب٢ تصب في مصلحة الشركات الخاصة مثل تويتر.
ولكن يمكنني ترك مستضيف موقعي الإلكتروني مع المحافظة على روابطي الواردة، وترتيب الموقع في نتائج محركات البحث، إلخ بواسطة تبديل سجل اسم النطاق DNS الخاص بموقعي الإلكتروني. وذلك لأن تأثيرات الشبكة في الجيل الأول للويب تعمل كمورد عام بفضل البروتوكولات المفتوحة مثل HTTP و SMTP و الخدمات المملوكة للمجتمع مثل DNS.
التطبيق باهر النجاح علي الإنترنت هو الشبكات. الويب والبريد الإلكتروني شبكات. مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستجرام، وتويتر هي شبكات. أسواق مثل أوبر وإير بي إن بي هي شبكات. تأثيرات الشبكة هي ما تسمح للشركات المالكة للشبكات مثل فيسبوك وتويتر بالهيمنة والمطالبة بمعدلات عمولة عالية (تتراوح معدلات العمولة في الجيل الثاني للويب بين 30% 100%). توفرتقنية متوالية حزم البيانات البلوكشين Blockchains طريقة جديدة قوية لبناء شبكات حيث يتراكم تأثير الشبكة كسلع عامة كما حدث في الويب 1.
على سبيل المثال، يمكن اعتبار صكوك المقنيات غير التماثلية علي إثيريوم Ethereum NFTs شبكة حيث يتفاعل المستخدمون وال NFTs و يتواصلون. هذه “الشبكة” مبنية على بلوكشين إيثيريوم. حيث يسيطر المستخدمون بالكامل على بياناتهم. هناك مجموعة متنوعة من الخدمات المركزية التي تتيح لك الوصول إلى هذه الشبكة مثل OpenSea،Zora ،LooksRare، الخ. لكن تأثير الشبكة لا يصبح ملكًا لهذه الخدمات ، كما أشرح هنا سيتضمن الجيل الثالث للويب خدمات مركزية. ففي الواقع، تخلق الشبكات ذات الملكية العامة موجة هائلة من الإبداع وروح المبادرة التجارية كما راينا في الجيل الأول للويب.
كان المستثمرين ورجال الأعمال في التسعينات يبنون شركاتهم بحرية ويستثمرون دون قلق من أن تغير الشبكة أقتصادهم أو تحظر وصولهم، كما يحدث مع الشبكات الخاصة طوال الوقت. الحديقة العامة في المدينة تجتذب المارة مما يساعد بدوره المطاعم القريبة والأعمال التجارية الأخرى. بنفس الطريقة، تتيح الشبكات العامة فرص لإنشاء أعمال خاصة ما كانت لتتوفر لولاها.
تهيمن الشركات القائمة على الجيل الثاني للويب وتنفق مبالغ ضخمة من الأموال لاستخراج البيانات وربح الأموال من الشبكات التي يسيطرون عليها. بدأ يتجلى خطر شديد في أن يتحول الإنترنت إلى ما يشبه محطة تليفزيونية تعرض خدمات تملكها الشركات المهيمنة، ولا تترك مجالًا للمشاريع الناشئة والأفكار الجديدة.